سورة البقرة - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244)}
{وَقَاتِلُواْ}
(244)- وَيَحُثُّ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ عَلَى الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ لإِعْلاءِ كَلِمَةِ اللهِ، وَتَأمِينِ الدَّعْوَةِ وَالدِّفَاعِ عَنْ بلادِ الإِسْلامِ. وَيُذَكِّرُهُمْ بِأنَّ القُعُودَ عَنِ الجِهَادِ خَوفَ المَوْتِ لا يُطِيلُ عُمْراً، كَمَا أنَّ الجِهَادَ لا يُقَرِّبُ أجَلاً، فَلِكُلِّ أجَلٍ كِتَابٌ. وَأيْنَما كَانَ الإِنسَانُ فَالمَوْتُ مُدْرِكُهُ، وَاللهُ سَمِيعٌ لِمَا يَقُولُهُ العَبْدُ، عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُهُ، وَعَلى العَبْدِ أنْ يُحَاسِبَ نَفْسَهُ حَتَّى يَتَجَلَّى لهُ تَقْصِيرُهُ فَيُشَمِّرُ عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ لِتَدارُكِ مَا فَاتَ.


{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)}
{فَيُضَاعِفَهُ} {وَيَبْسُطُ}
(245)- يَحُثُّ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ عَلَى الإِنْفاقِ فِي سَبيلِ اللهِ، وَجَعَلَ ما يُنْفِقُهُ العَبْدُ لإِعْلاءِ كَلِمَةِ اللهِ قَرْضاً يَرُدُّهُ اللهُ إلى أصْحَابِهِ أضْعَافاً مُضَاعَفَةً، وَاللهُ هُوَ الذِي يَقْبِضُ الرِّزْقَ وَيُضَيِّقُهُ عَلَى بَعْضِ عِبَادِهِ، لِحِكْمَةٍ لا يَعْلَمُها إلا هُوَ، وَهُوَ الذِي يَبْسُطُ الرِّزْقَ وَيُوسعِهُ عَلى بَعْضِهِم الآخرِ وَفْقَ حِكْمَتِهِ، فَلَيسَ لِلْعِبَادِ أنْ يَخْشَوا إذَا أنْفَقُوا الفَاقَةَ. وَيَرْجِعُ الخَلْقُ إلى اللهِ فِي الآخِرَةِ فَيُجَازِيهِمْ عَلَى مَا بَذَلُوا مِنْ مَالٍ وَنَفْسٍ فِي سَبيلِ إِعْلاءِ كَلِمَةِ اللهِ.
قَبَضَ الرِّزْقَ- ضَيَّقَهُ وَقَتَرهُ.
بَسَطَ الرِّزْقَ- وَسَّعَهُ وَأفَاضَهُ.
قَرْضاً حَسَناً- احْتِسَاباً بِهِ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ.


{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)}
{ا إِسْرَائِيلَ} {نُّقَاتِلْ} {تُقَاتِلُواْ} {نُقَاتِلَ} {دِيَارِنَا} {وَأَبْنَآئِنَا} {بالظالمين}
(246)- قَالَ المُفَسِّرُونَ إنَّ بني إسرائيلَ كَانَوا فِي زَمَنِ مُوسَى عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ، وَلَبِثُوا عَلَى ذَلِكَ مُدَّةً مِنَ الزَّمَن. ثُمَّ تَضَعضَعَ أَمْرُهُمْ، وَعَبَدَ بَعْضُهُمُ الأوْثّانَ، وَضَاعَ المُلْكُ مِنْهُمْ. وَتَسَلَّطَ عَلَيهمْ أَعَداؤُهُمْ، فَأخْرَجُوهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ بِالقَهْرِ، فَأَرْسَلَ اللهُ إليْهِمْ نَبْيّاً، وَأمَرَهُ بِدِعْوَتِهِمْ إلى اللهِ، وَإلى عِبَادِةِ رَبِّهِمْ وَتَوْحِيدِهِ. فَدَعَاهُمُ النَّبِيُّ، فَطَلَبُوا مِنْهُ أنْ يُقِيمَ لَهُمْ مَلِكاً يُقَاتِلُونَ مَعَهُ أَعْدَاءَهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ: لَعَلَّكمْ إنْ أقَامَ اللهُ لكُمْ مَلِكاً ألا تُقَاتِلُوا فِي سَبيلِ اللهِ، وَألا تُوفُوا بِمَا التَزَمْتُمْ بِهِ مِنَ القِتَالِ مَعَهُ. فَقَالُوا: كِيْفَ لا نُقَاتِلُ فِي سَبيلِ اللهِ وَقَدْ ضَاعَتْ بِلادُنَا، وَسُبيَتْ ذَرارِينا؟ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتَالُ لَمْ يُوفُوا بِمَا وَعَدُوا، وَنَكَلُوا عَنِ الجِهَادِ وَاللهُ عَليمٌ بِالظَّالِمينَ النَّاكِلِينَ عَن الجِهَادِ دِفَاعاً عَنْ دِينِهِمْ وَأَرْضِهِمْ وَأمَّتِهِمْ.
المَلأ- كُبَرَاءِ القَوْمِ.
عَسَيْتُمْ- قَارَبْتُمْ.

78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85